الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

مساجد ماليزيا فن معماري متنوع



يعكس الفن المعماري المتميز للمساجد في ماليزيا الاهتمام البالغ الذي توليه السلطات والمواطنون في بنائها, ويبرز بشكل جلي التناسق بين فنون العمارة الإسلامية بمسحتها الآسيوية الملايوية.




ويقدم كل مسجد من المساجد الرئيسة في الولايات الماليزية نموذجا باهرا ومنفردا لفن العمارة الإسلامي, يجمع في جنباته فنون النقش والزخرفة والأشكال الهندسية والأناقة في التصميم, وفي الوقت ذاته يحافظ على فلسفة البناء القائمة على الموائمة بين فنون العمارة الزائرة والمحلية "الضيف والمضيف".



كما تبرز في بناء المساجد فنون البناء الإسلامية القديمة والحديثة, فتظهر فنون الفسيفساء والقباب والشرفات والأقواس والمقرنصات والمآذن بأشكالها المتنوعة, دون إغفال لوجود الأروقة والمساحات المفتوحة والحدائق والمسطحات المائية التي تحيط بالمساجد بل إن بعضها بني على بحيرات طبيعية أو اصطناعية.





مسجد بوترا جايا

أنماط مختلفة

وكخلفية تاريخية فقد ظلت المساجد في ماليزيا إلى ما قبل فترة الاستعمار على نمطها البسيط المتوافق مع طبيعة البناء في جزر أرخبيل الملايو من حيث استخدام مواد البناء الموجودة في الغابات والتصاميم الملايوية التقليدية التي تعكس براعة الحرفيين.



أما في فترة الاستعمار الممتدة فقد ظهر التأثر واضحا بالأنماط المغولية التي كانت سائدة في الهند التي كانت أيضا تحت الاستعمار البريطاني في ذات الفترة, كما ظهرت الأنماط والتصاميم المغربية والأندلسية.



وبعد الاستعمار جاءت الطفرة الحقيقية في بناء المساجد والتي تضمنت مختلف الطرز المعمارية الإسلامية, لتعكس فخر الدول باستقلالها واعتزازها بموروثها الحضاري الإسلامي, إضافة إلى أن البني التقليدية أصبحت لا تستوعب التجمعات الحاشدة, كما أصبح الاعتزاز بالعمارة الإسلامية حافزا لتصاميم معاصرة مشابهة لتلك الموجودة في العالم الإسلامي.



وبحسب مجلة "إسلاميكا" في عدد سابق لها فإن عوامل رئيسية تتحكم في النمط المعماري وحجم المساجد في ماليزيا وهي الثقافة العرقية والظروف المناخية, والاستعمار والتكنولوجيا والبيئة السياسية, كما تحافظ الطرز المعمارية للمساجد على أهم فلسفة لوجودها وهو توفير جو من السكينة والطمأنينة داخلها.



نموذج حضاري

وقال المحاضر في قسم القرآن والسنة في الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور رضوان الأطرش إن هذا الاهتمام نابع من حرص السلطات الماليزية على تقديم ماليزيا كنموذج متميز للدولة الإسلامية المتحضرة, وفي ذات الوقت إبراز المعالم الإسلامية على أنها "واجهة مشرقة لموروثها الحضاري الدال على هوية الدولة".



وأضاف الأطرش في حديثه للجزيرة نت أن ماليزيا كونها تشكل وجهة سياحية للمسلمين في العالم تعمد لإبراز معالمها الإسلامية كنقاط جذب توفر السكينة والراحة وتعطي فرصة للتأمل تمنح الزائر متعة روحية.



وعن توزع المساجد الرئيسة في المناطق وعدم ازدحامها أشار الأطرش إلى قانون ماليزي يقضي بوجود مصلى في أي بناية حكومية أو تجارية, وهو ما يفسر عدم وجود المساجد الرئيسة بشكل كثيف خصوصا في العاصمة أو في المدن الرئيسة.



وتضم المساجد الرئيسة مدارس دينية وقاعات كبيرة للمحاضرات وقاعة لإتمام عقود الزواج, كما تحوي بعضها أسواقا تقليدية صغيرة لبيع الكتب والمعمولات اليدوية والمأكولات وغيرها.



وفي أيام رمضان تقام موائد الإفطار طيلة أيام الشهر وتقدم السلطات دعما كبيرا لهذه الموائد, كما تجمع بعض نفقاتها من المصلين على طوال العام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق